الفصل 3

## AGM 0003 – صحوة عبقري

بينما كان ينظر إلى باي تشينغسونغ ورجاله وهم يرحلون، لم يستطع تشين ونتيان إلا أن يشعر بلسعة برد الشتاء وهي تنهش روحه. في غضون ليلة واحدة، بدت جميع جذور العلاقة التي بنيت بينهما وكأنها انقطعت على الفور – العم باي المتناغم ذات يوم كان لديه بالفعل نية لقتله!

على الرغم من أن حالة تشين ونتيان العقلية ومزاجه كانا استثنائيين، إلا أنه كان لا يزال يشعر بالخدر في قلبه، مما جعله غير قادر على الاستقرار لفترة طويلة من الزمن. في النهاية، بعد أن أخذ تشين ونتيان نفسًا عميقًا، عادت ظلال ابتسامة تدريجيًا للظهور مرة أخرى على وجهه غير الناضج قليلًا. وماذا في ذلك إذا كانت العلاقات الإنسانية واهية؟ كل ما يحتاجه هو أن يكون على طبيعته. كان يعلم أن اللطف الذي أظهره له والده بالتبني كان بوزن الجبل، ثم كانت هناك تشينغ إير أيضًا؛ لقد ذهبت دون تردد وراء ظهر والدها، وحذرته من الخطر.

ومع ذلك، لم يكن لدى تشين ونتيان الآن الوقت لمعالجة أفكاره – كان يعلم فقط أنه يجب عليه أن يخرج نفسه من وضعه الحالي، ويبدو أن الزراعة هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك.

جلس تشين ونتيان متربعًا، ونظر إلى قطعة الصخر التي كانت معلقة دائمًا على صدره، وهو يقول: “يا ذلك العجوز اللعين. قال العم بلاك أن الشيء الوحيد الذي تركته لي هو هذه القطعة من الحجر المكسور. لا تجرني إلى الجحيم للقاء قريبًا جدًا.”

بعد ذلك، أخرج تشين ونتيان الإبر الفضية التسع، وثقب بها نقاط الوخز بالإبر الموجودة على رأسه. أغلق عينيه بسرعة، وثبّت قلبه، ونسي كل شيء، ودخل في حالة التأمل العميق تلك، متصورًا نفسه كوعاء. بسرعة كبيرة، تمكن تشين ونتيان من استشعار يوان تشي السماء والأرض، وكذلك وجود الطاقة النجمية. كان هذا هو تأثير التأمل – أما بالنسبة لمدى قوة أو ضعف الإحساس، فكل هذا يتوقف على قوة قدرات المرء الحسية.

كانت القدرات الحسية لتشين ونتيان قوية بشكل لا يضاهى، بشكل مفرط. هذا النوع من القوة، بخلاف موهبته الفطرية، كان أيضًا نتيجة لممارسة تشين ونتيان التأمل بجد كل يوم. على الرغم من أنه كان لا يزال وقت النهار، إلا أنه دخل بسرعة في الحالة الضرورية، وجذب الطاقة النجمية نحو جسده، قبل تدويرها حول مسار خطوط الطول الخاصة به.

في هذه اللحظة، على الرغم من حقيقة أن قنوات الطاقة والمسارات الطولية لتشين ونتيان بأكملها قد تم تعطيلها منذ فترة طويلة، إلا أنه لم يمانع، واستمر في تدوير الطاقة النجمية حول جسده. بقي في هذه الحالة طوال الطريق حتى طلع القمر، وحتى بدأ الضوء من الأبراج يتساقط على جسد تشين ونتيان، ويغلفه بطبقة من ضوء النجوم.

تشين ونتيان، باستخدام خياله، تصور مسارًا إلى تسع طبقات من السماء. استمرت قدراته الحسية في التسارع عبر هذا المسار، ووصلت إلى أعلى وأعلى في محاولة لاستشعار الأنهار النجمية من طبقات السماء التسع. تم تعليم تقنية التنويم المغناطيسي الذاتي هذه له من قبل عمه بلاك. في بعض الأحيان، كان من الضروري للبشر أن يكتسبوا إرادة ونية أقوى من التنويم المغناطيسي الذاتي.

جنبًا إلى جنب مع الارتفاع المتزايد لقدراته الحسية، بدأ تشين ونتيان يشعر بقدر ضئيل من الضغط حيث وصلت قدراته الحسية إلى أعلى وأعلى. ومع ذلك، لم يكن هذا قادرًا على إيقافه. فجأة، شعر تشين ونتيان بأنه يقف في منتصف الفضاء النجمي اللامحدود – لقد وصل إلى النهر النجمي الأول!

في كل مرة كان هنا، كان تشين ونتيان يشعر بأن روحه تتحرك بسبب عظمة الفضاء اللامحدود. بالوقوف جنبًا إلى جنب مع الأبراج التي لا حصر لها داخل الأنهار النجمية السماوية التسع، شعر بأنه ضئيل مثل نملة، مثل حبة رمل على الشاطئ، أو مثل قطرة ماء في المحيط الشاسع!

“برج الكنس.” استطاع تشين ونتيان أن يستشعر أول كوكبة في محيطه حيث اتخذت الكوكبة شكل مكنسة – كانت كوكبة الكنس. (ملاحظة المترجم: كوكبة الكنس / نجمة الكنس هي تورية في اللغة الصينية لكونها نذير شؤم، مما يدل على سوء الحظ.)

“كوكبة الصفصاف المتدلية… إذا قمت بتكثيف روح نجمية بعد تشكيل رابط فطري معها، فسوف يكتسب جسدي خصائص كونه ناعمًا ومرنًا، مثل الصفصاف.”

“كوكبة ثعبان الماء، كوكبة القيثارة السماوية.” أخذ تشين ونتيان نفسًا كبيرًا، ويبدو أنه طالما كان على استعداد، فإنه يمكنه تشكيل رابط فطري مع أي من الأبراج في محيطه – حتى تلك الأبراج التي تعتبر نهائية من قبل مزارعي فنون الدفاع عن النفس النجمية. ومع ذلك، لم يرغب في الاستسلام مبكرًا جدًا. بعد تهدئة نفسه، سمح تشين ونتيان لحواسه بالتحليق إلى أبعد من ذلك، وتجاوز الطبقة الأولى من السماء، وذهب طوال الطريق قبل أن يخطو إلى الطبقة الثالثة من السماء.

ازداد مقدار الضغط الذي شعر به أكثر فأكثر، ورثى تشين ونتيان أنه لم يعد لديه ترف أن يكون مرتاحًا ومسترخيًا، حيث كان يفكر ببطء في الكوكبة التي سيختارها كما كان يفعل عندما كان في الطبقة الأولى من السماء. ومع ذلك، إذا كان هذا الشيء معروفًا لمزارعي فنون الدفاع عن النفس النجمية الآخرين، فسوف يغضبون لدرجة التقيؤ بالدم. تشين ونتيان نفسه، لم يكن يعرف مدى قوة قدراته الحسية. ولكن بمجرد أخذ Autumn Snow كمثال، بعد أن كثفت روحًا نجمية من خلال تشكيل رابط فطري مع أحد الأبراج في الطبقة السماوية الثالثة، فقد تردد اسمها بالفعل في جميع أنحاء بلد تشو.

“في الواقع، مستوى القوة التي تمتلكها الروح النجمية بعد تشكيل رابط فطري مع كوكبة من الطبقة السماوية الثالثة هو ببساطة أقوى بشكل لا يضاهى من تلك الموجودة في الطبقة الأولى والثانية. ومع ذلك، فإن الطبقة الثالثة من السماء ليست هي الحد الأقصى بالنسبة لي، ولا يزال بإمكاني المضي قدمًا.”

بينما استمرت قدرات تشين ونتيان الحسية في الارتفاع إلى الأعلى، ازداد الضغط الذي شعر به أيضًا في الشدة. كان الأمر كما لو أن الضغط أراد منعه من الاستمرار، حيث بدأ تشين ونتيان أيضًا يشعر بموجات من الألم الطاعن داخل ذهنه. على الرغم من ذلك، لا يزال يصر على أسنانه ويصابر.

“الألم ليس سوى فكرة عابرة، أحتاج إلى الاسترخاء، وسوف يهدأ الألم عندما أستيقظ.”

وصل تشين ونتيان إلى الطبقة الرابعة من السماء، حيث كانت جميع الأبراج تنبعث منها طاقة مرعبة، مما تسبب له في دافع قوي للاندفاع وتشكيل رابط فطري معهم. علم تشين ونتيان أنه طالما كان على استعداد، فإنه يمكن أن يصبح على الفور عبقريًا غير مسبوق في بلد تشو.

“أعد العم بلاك لي جميع المعلومات المتعلقة بالأبراج من الطبقة الخامسة من السماء، لذلك من الواضح ما هي توقعاته بالنسبة لي.” شد تشين ونتيان نفسه بصمت، حيث أجبر حواسه إلى أقصى حد لها، محاولًا الاستمرار في الصعود إلى الطبقة الخامسة من السماء.

“إن تشكيل رابط فطري وتكثيف روح نجمية أمر صعب للغاية. بالإضافة إلى الموهبة، يجب أن يكون لدى المرء أيضًا قدر كبير من التصميم.” قال تشين ونتيان لنفسه إنه بحاجة إلى تحمل الموجات النارية من الآلام الطاعنة في ذهنه، بينما استمر في الصعود إلى الأعلى. أخيرًا، تجاوز النهر النجمي الرابع، ووصل إلى الطبقة الخامسة من السماء!

أمامه، كانت هناك كوكبة على شكل جمجمة، تنبعث منها هالة مخيفة مليئة بالشر والخبث.

“كوكبة الجمجمة.” حول تشين ونتيان جسده النجمي، حيث حول حواسه بعيدًا. حاليًا، على عكس تجاربه في الطبقة السماوية الأولى، لم يعد لديه القدرة على استشعار جميع الأبراج دفعة واحدة. يمكنه فقط محاولة استشعار كل كوكبة واحدة تلو الأخرى.

بعد لحظة قصيرة، صادف كوكبة أخرى قريبة بدت وكأنها مليئة بهالة نارية بركانية. “هذا هو.. هذه هي كوكبة أسد الجمرة! إذا شكلت رابطًا فطريًا معها، فسوف أكتسب القدرة على التحكم في قوة النيران على مستوى مرعب، وستكون القوة التي سأمتلكها بعد ذلك طاغية للغاية!” فكر تشين ونتيان، لكنه قرر في النهاية عدم اتخاذ قراره على عجل، لأنه كان لا يزال يرغب في استكشاف الآفاق النجمية من أجل استشعار الأبراج الأخرى.
تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com

بعد ذلك، استشعر كوكبة أخرى قريبة اتخذت شكل مطرقة ضخمة – كانت كوكبة المطرقة السماوية!

“كوكبة المطرقة السماوية.” فكر تشين ونتيان في المعلومات التي قدمها له العم بلاك بشأن هذه الكوكبة بالذات. فجأة، ثبّت قلبه وهو يقرر المخاطرة.

بدأت قدراته الحسية غير العادية تصل بسرعة في محاولة للاتصال وتشكيل رابط فطري مع كوكبة المطرقة السماوية. تخيل نفسه كوعاء راغب، حيث اندمج ببطء مع الطاقة النجمية من كوكبة المطرقة السماوية، بينما اشتدت الآلام الطاعنة في ذهنه.

بدأت أعمدة من ضوء النجوم تتساقط من السماء، وتمر عبر الأنهار النجمية المختلفة، قبل أن تضيء على جسد تشين ونتيان الذي كان يزرع حاليًا، وتغطي جسده بإشعاع نجمي. بدأت الطاقة النجمية تندمج مع جسده، حيث تركز بعض ضوء النجوم على الحجر الذي كان معلقًا دائمًا حول عنقه.

في هذه اللحظة، بعد أن تجمعت الطاقات النجمية المرعبة على الحجر “الشائع” المعلق على رقبة تشين ونتيان، بدأ الحجر يضيء ببريق مبهر، حيث بدأ في التحلل. اندمجت البقايا في جسد تشين ونتيان بالكامل، حتى اختفى الحجر تمامًا. الآن فقط، تركزت أعمدة ضوء النجوم بالكامل وأشرقت على جسد تشين ونتيان. بالتقاء العديد من النقاط، كان المقدار الهائل من الطاقة النجمية طاغية بشكل لا يضاهى.

بدأ ظل خافت على شكل المطرقة السماوية يتجمع على جسد تشين ونتيان، بينما كان الألم في ذهنه شديدًا لدرجة أنه كان يكاد يكون قابلاً للمقارنة بالانفجار. ومع ذلك، كيف يمكن لتشين ونتيان أن يستسلم في هذه المرحلة من الزمن؟ صر على أسنانه، عازمًا بعناد على الاستمرار دون أي تلميحات بالاستسلام، حيث ترك تشي النجمي يدور عبر مسارات خطوط الطول المكسورة، ويتشكل تدريجيًا في شكل حلزوني تشي، وفي الوقت نفسه، يخاطر بحياته لإكمال تكثيف روحه النجمية. لأنه فقط بعد ذلك، يمكن اعتباره قد دخل حقًا في صفوف مزارعي فنون الدفاع عن النفس النجمية.

“هونغ لونغ لونغ!” دوت أصوات هدير من داخل جسد تشين ونتيان، حيث اندفع تشي النجمي الطاغي بشكل فوضوي في مسارات قنوات الطاقة والمسارات الطولية المكسورة، متبعًا الاتجاه الذي يمليه حلزون تشي، ويدور بجنون، ويدور في جميع أنحاء جسده. علم تشين ونتيان أن هذا هو المفترق الأكثر أهمية – أنه فقط بعد أن ينجح، يمكن اعتباره قد أنهى تحوله.

كان الألم غير العادي صعب التحمل بشكل لا يضاهى، ولكن الأمر الأكثر رعبًا هو أن تشين ونتيان كان لا يزال بحاجة إلى تقسيم ذهنه للتركيز على إكمال المهمتين؛ كل من تكثيف روحه النجمية، وإعادة بناء هيكل خطوط الطول وقناة الطاقة بأكمله في جميع أنحاء جسده.

“الألم ليس سوى فكرة عابرة.” كان قلب تشين ونتيان مليئًا بالتصميم، حيث فتح حلزون تشي الطاغي في جسده مسارًا للطاقة النجمية، وربطه في جميع أنحاء جسده، وشكل بنجاح المجموعة الأسطورية الفريدة من خطوط الطول النجمية.

في الوقت نفسه، اتخذت المطرقة السماوية شكلًا تدريجيًا، بينما تسرب الدم من زاوية فمه. أخيرًا، بصق تشين ونتيان فمًا مليئًا بالدم الطازج، قبل أن يغمى عليه ويفقد وعيه.

في نفس الوقت الذي أغمي فيه على تشين ونتيان، بعيدًا في المسافة، بعيدًا عن مقر عشيرة باي، كان موستانج يقف بالقرب من نافذة داخل فندق كلير ويند. كان هناك ظل خافت لروح نجمية على جبينه. تم تكثيف هذه الروح النجمية من خلال تشكيل رابط فطري مع كوكبة الرؤية السماوية، وكانت واحدة من الأرواح النجمية الثلاث التي كثفها موستانج – الروح النجمية للرؤية السماوية.

“يا له من ضوء نجمي قوي، موهبة Autumn Snow استثنائية حقًا. يبدو أنه لا ينبغي أن تواجه أي مشكلة في اجتياز الجولة الأولى من التفتيش.” ألقى موستانج نظرة على الآفاق، وركز على ضوء النجوم المتساقط في موقع عشيرة باي. فقط بعد أن تلاشى الضغط النجمي، أطلق نفسًا لم يدرك حتى أنه كان يحبسه. الضغط المنبعث من مصدر الطاقة النجمية هذا، على الأقل، ينتمي إلى كوكبة من الطبقة السماوية الثالثة، وفي عشيرة باي، بخلاف Autumn Snow، لم يكن هناك آخرون يمكنهم تشكيل رابط فطري مع الأبراج من الطبقة الثالثة من السماء.

بعد تمديد جسده، قرر موستانج التقاعد لقضاء الليلة. بعد سماعه أن Autumn Snow من مدينة Sky Harmony تمكنت من تكثيف روح نجمية من الطبقة الثالثة من السماء، أرسل إمبراطور بلد تشو على الفور أشخاصًا للتحقيق، وكان موستانج من بين مجموعة الكشافة المرسلة. على الرغم من المنافسة الشديدة بين الكشافة، لم يكن موستانج قلقًا من وجود أشخاص ينتزعون Autumn Snow من بين يديه. بعد كل شيء، كان ممثلًا عن أكاديمية Emperor Star المرموقة.