الفصل 1
Here’s the Arabic translation of the provided text, aiming for accuracy, formality, and cultural appropriateness:
**الفصل الأول – بينما تتساقط ندفة الثلج**
تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com
تَسَاقَطَتْ نَدْفَةُ ثَلْجٍ بِبُطْءٍ مِنْ السَّمَاءِ الْمُلَبَّدَةِ بِالْغُيُومِ. انْعَكَسَتْ أَضْوَاءُ الْمَدِينَةِ عَلَى الْغِطَاءِ الْجَدِيدِ مِنَ الثَّلْجِ. كَانَ بِالْإِمْكَانِ سَمَاعُ أَصْوَاتِ السَّيَّارَاتِ وَالنَّاسِ وَهُمْ يَمُرُّونَ – مَدِينَةٌ نَابِضَةٌ بِالْحَيَاةِ حَتَّى فِي أَشَدِّ أَوْقَاتِ الشِّتَاءِ بُرُودَةً. فِي زُقَاقٍ خَلْفِيٍّ حَيْثُ يَتَجَوَّلُ الْمَنْسِيُّونَ مِنَ الْمُجْتَمَعِ، كَانَ بِالْإِمْكَانِ رُؤْيَةُ شَخْصٍ يَنْبُشُ فِي صُنْدُوقِ قُمَامَةٍ. بَدَا الشَّخْصُ الصَّغِيرُ لَا يَزِيدُ عُمْرُهُ عَنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. بَدَا جِسْمُهَا الْمُتَهَالِكُ وَشَاحِبُ اللَّوْنِ مَرِيضًا. بِسَبَبِ نَقْصِ التَّغْذِيَةِ، كَانَ مِنْ الْمُرَجَّحِ أَنْ يَكُونَ نُمُوُّهَا مُتَوَقِّفًا وَرُبَّمَا كَانَتْ أَكْبَرَ مِمَّا تَبْدُو عَلَيْهِ. بَدَتْ مَلَابِسُهَا الْمُمَزَّقَةُ الَّتِي لَا تَتَنَاسَبُ مَعَ هَذَا النَّوْعِ مِنَ الطَّقْسِ الثَّلْجِيِّ غَرِيبَةً جِدًّا. وَمَعَ ذَلِكَ، هَا هِيَ هُنَا فِي هَذَا الطَّقْسِ الْبَارِدِ تَنْبُشُ فِي صُنْدُوقِ قُمَامَةٍ لِتَجِدَ وَلَوْ قِطْعَةً صَغِيرَةً مِنَ الطَّعَامِ.
“لَا شَيْءَ… لَا شَيْءَ…” بَدَأَتْ عَيْنَا الْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ تَدْمَعَانِ. لَقَدْ بَحَثَتْ لِسَاعَاتٍ الْآنَ. كَانَتْ يَدَاهَا وَبَشَرَتُهَا الْمَكْشُوفَةُ قَدْ تَحَوَّلَتْ إِلَى اللَّوْنِ الْأُرْجُوَانِيِّ بِسَبَبِ الْخُرُوجِ فِي الطَّقْسِ الْبَارِدِ. “هَلْ مَرَّ هَؤُلَاءِ عَلَى هَذَا الصُّنْدُوقِ أَيْضًا…؟”
*طَرَق!*
“هَا هَا! انْتَظِرْ. أَنَا بِحَاجَةٍ إِلَى رَمْيِ الْقُمَامَةِ!” خَرَجَ شَابٌّ مِنْ بَابٍ جَانِبِيٍّ وَبِيَدِهِ كِيسٌ أَسْوَدُ. الْفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ الَّتِي كَانَتْ تَنْبُشُ فِي صُنْدُوقِ الْقُمَامَةِ لَمْ يَكُنْ لَهَا وُجُودٌ الْآنَ. “تَبًّا، الْجَوُّ بَارِدٌ هُنَا…” ارْتَجَفَ الشَّابُّ وَهُوَ يُلْقِي الْكِيسَ بِسُرْعَةٍ فِي صُنْدُوقِ الْقُمَامَةِ قَبْلَ أَنْ يَرْكُضَ عَائِدًا إِلَى الدَّاخِلِ.
أُغْلِقَ بَابُ الْمَبْنَى بِصَوْتٍ خَافِتٍ، وَمِنَ الظِّلَالِ لَيْسَ بِبَعِيدٍ، ظَهَرَ شَخْصٌ صَغِيرٌ بِبُطْءٍ مِنَ الظِّلَالِ. اتَّسَعَتْ عَيْنَاهَا بِحَمَاسَةٍ وَهِيَ تُسْرِعُ خُطَاهَا حَتَّى انْطَلَقَتْ بِسُرْعَةٍ نَحْوَ صُنْدُوقِ الْقُمَامَةِ. لَقَدْ شَمَّتْ رَائِحَةً لِمَا خَرَجَ مِنَ الْمَبْنَى وَأَلْقَتْ نَظْرَةً جَيِّدَةً عَلَى مَلَابِسِ الشَّابِّ. كَانَتْ تَعْرِفُ أَنَّ ذَلِكَ الْمَكَانَ هُوَ مَطْعَمٌ، وَإِذَا كَانُوا يَرْمُونَ الْقُمَامَةَ، فَهَذَا يَعْنِي أَنَّ هُنَاكَ فُرْصَةً جَيِّدَةً لِوُجُودِ طَعَامٍ بِالدَّاخِلِ.
تَقَوَّسَتْ شَفَتَا الْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ إِلَى ابْتِسَامَةٍ خَافِتَةٍ. شَيْءٌ نَادِرًا مَا يُرَى عَلَى وَجْهِهَا. لَمْ تَتَرَدَّدْ فِي التَّسَلُّقِ مُبَاشَرَةً إِلَى دَاخِلِ صُنْدُوقِ الْقُمَامَةِ وَتَمْزِيقِ الْكِيسِ. بَقَايَا الطَّعَامِ، بَعْضُهَا لَا يَزَالُ دَافِئًا، مَلَأَتْ عَيْنَيْهَا. سَرِيعًا مَا أَمْسَكَتْ بِشَطِيرَةِ هَامْبُرْجَرَ نِصْفِ مَأْكُولَةٍ وَحَشَرَتْهَا فِي فَمِهَا. شُعُورُ دُخُولِ الطَّعَامِ إِلَى فَمِهَا جَعَلَ حُلَيْمَاتِ التَّذَوُّقِ تَتَأَلَّمُ تَقْرِيبًا وَهِيَ تَصْرُخُ بِحَمَاسَةٍ لِتَذَوُّقِ طَعَامٍ دَافِئٍ حَقِيقِيٍّ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ.
*دَوِيّ!*
“أَيَّتُهَا الْعَاهِرَةُ اللَّعِينَةُ! هَلْ تَجْرُؤِينَ عَلَى أَخْذِ الطَّعَامِ مِنْ أَرْضِي!؟” رَجُلٌ يَرْتَدِي عِدَّةَ طَبَقَاتٍ مِنْ الْمَلَابِسِ الْمُمَزَّقَةِ ضَرَبَ بِعَمُودٍ مَعْدِنِيٍّ عَلَى جَانِبِ صُنْدُوقِ الْقُمَامَةِ، مِمَّا تَسَبَّبَ فِي صَوْتٍ عَالٍ يَتَرَدَّدُ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ صُنْدُوقِ الْقُمَامَةِ مُؤْذِيًا أُذُنَيْ الْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ.
نَظَرَتِ الْفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ بِرُعْبٍ إِلَى الرَّجُلِ ذِي الْأَسْنَانِ الْمَفْقُودَةِ وَالْمَرْتَدِي مَلَابِسَ قَذِرَةً مُمَزَّقَةً مُتَرَاكِمَةً فَوْقَ بَعْضِهَا الْبَعْضِ. كَانَ يَرْتَدِي قُبَّعَةً شِتْوِيَّةً مُهْتَرِئَةً وَقُفَّازَاتٍ بِأَصَابِعَ مَقْطُوعَةٍ. وَالنَّظْرَةُ فِي عَيْنَيْهِ أَرْسَلَتْ قَشْعَرِيرَةً فِي عَمُودِ الْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ الْفِقْرِيِّ. مِنْ شَفَتَيْهَا الْمُرْتَجِفَتَيْنِ، لَمْ تَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ تَجْمَعَ جُمْلَةً وَاحِدَةً. “أَنَا أَكَلْتُ شَيْئًا وَاحِدًا فَقَطْ…”
“هَلْ تَعْتَقِدِينَ أَنَّهُ يُمْكِنُكِ أَنْ تَأْكُلِي شَيْئًا وَاحِدًا وَأَنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ عَلَى مَا يُرَامُ!؟ اخْرُجِي مِنْ هُنَا!” مَدَّ الرَّجُلُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِالْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ مِنْ شَعْرِهَا الْأَسْوَدِ الطَّوِيلِ وَجَذَبَهَا بِقُوَّةٍ، رَافِعًا إِيَّاهَا مُبَاشَرَةً مِنْ صُنْدُوقِ الْقُمَامَةِ.
“لَا! تَوَقَّفْ! أَنْتَ تُمَزِّقُ شَعْرِي! آه!” تَهَاطَلَتْ دُمُوعُ الْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ مِنْ عَيْنَيْهَا وَهِيَ تَمُدُّ يَدَهَا إِلَى الْأَعْلَى، وَتَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِهَا لِرَفْعِ جِسْمِهَا حَتَّى لَا يَخْرُجَ شَعْرُهَا وَلِتَخْفِيفِ الْأَلَمِ الْحَارِقِ فِي رَأْسِهَا.
“لَا تَلْمِسِينِي، أَيَّتُهَا الْعَاهِرَةُ الصَّغِيرَةُ!” هَزَّ الرَّجُلُ ذِرَاعَهُ، وَرَمَى الْفَتَاةَ الصَّغِيرَةَ بَعِيدًا عَنْهُ، مُرْسِلًا إِيَّاهَا مُتَطَايِرَةً إِلَى كَوْمَةٍ مِنْ أَكْيَاسِ الْقُمَامَةِ. لِحُسْنِ الْحَظِّ كَانَ لَدَيْهَا شَيْءٌ لِتَخْفِيفِ وَقْعِ الصَّدْمَةِ. إِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ شَيْءٌ لِتَلْطِيفِ سُقُوطِهَا، لَانْتَهَى بِهَا الْأَمْرُ مَيِّتَةً عَلَى الْفَوْرِ. تَقَوْقَعَتِ الْفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ عَلَى نَفْسِهَا، وَتَمَسَّكَتْ بِأَعْلَى رَأْسِهَا الَّذِي كَانَ لَا يَزَالُ يُؤْلِمُهَا مِنْ جَذْبِ شَعْرِهَا إِلَى دَرَجَةِ الْخُرُوجِ تَقْرِيبًا. كَانَتْ تَأْمُلُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ هِيَ النِّهَايَةُ وَأَنْ يَرْحَلَ الرَّجُلُ.
أَخَذَ الرَّجُلُ الْكِيسَ مِنْ صُنْدُوقِ الْقُمَامَةِ وَوَضَعَهُ فِي عَرَبَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَدْفَعَهَا إِلَى أَسْفَلِ الزُّقَاقِ. تَوَقَّفَ أَمَامَ الْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ، وَشَخَرَ ثُمَّ رَكَلَهَا فِي سَاقِهَا. “ابْتَعِدِي عَنْ مَنْطِقَتِي. اذْهَبِي وَمُوتِي فِي خَنْدَقٍ مَا. أَيَّتُهَا الْعَاهِرَةُ اللَّعِينَةُ الَّتِي تُهْدِرُ طَعَامِي.”
سَمِعَتِ الْفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ فَقَطْ صَوْتَ عَجَلَاتِ عَرَبَةِ الرَّجُلِ الصَّارَّةِ يَخْفُتُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ كُلَّمَا ابْتَعَدَتْ. رَفَعَتِ الْفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ رَأْسَهَا قَلِيلًا لِتَتَحَقَّقَ مِمَّا إِذَا كَانَ لَا يَزَالُ مَوْجُودًا، وَفَقَطْ عِنْدَمَا تَأَكَّدَتْ مِنْ أَنَّهُ قَدْ رَحَلَ فِعْلًا تَنَفَّسَتْ الصُّعَدَاءَ. وَبَيْنَمَا كَانَتْ تُحَاوِلُ الْوُقُوفَ، انْدَلَعَ أَلَمٌ حَادٌّ فِي سَاقِهَا. نَظَرَتْ إِلَى الْأَسْفَلِ لِتَرَى أَنَّ هُنَاكَ جُرْحًا كَبِيرًا فِيهَا مِنْ حَيْثُ تَعَرَّضَتْ لِلرَّكْلِ. تَنَهَّدَتِ الْفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ. لَمْ يَكُنْ لَدَيْهَا أَيُّ طَاقَةٍ مُتَبَقِّيَةٍ فِي جِسْمِهَا. الْبَرْدُ قَدِ اسْتَنْزَفَهَا كُلَّهَا مِنْهَا بِالْفِعْلِ.
اسْتَلْقَتِ الْفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ عَلَى ظَهْرِهَا وَنَظَرَتْ إِلَى السَّمَاءِ. الثَّلْجُ الَّذِي كَانَ يَتَسَاقَطُ أَصْبَحَ أَثْقَلَ. حَدَّقَتْ بِفَرَاغٍ إِلَى السَّمَاءِ الْمُلَبَّدَةِ بِالْغُيُومِ وَعَيْنَاهَا السَّوْدَاوَانِ الْحَالِكَتَانِ تَصْبِحَانِ بَاهِتَتَيْنِ. تَرَفْرَفَتْ نَدْفَةُ ثَلْجٍ وَاحِدَةٌ وَهَبَطَتْ عَلَى أَنْفِهَا. انْفَرَجَتْ شَفَتَاهَا الْأُرْجُوَانِيَّتَانِ بِبُطْءٍ: “يَبْدُو أَنَّ الْبَشَرَ لَيْسُوا سِوَى شَيَاطِينَ مُتَنَكِّرَةٍ… إِذَا كَانَ لِي أَنْ أُولَدَ مِنْ جَدِيدٍ، فَإِنِّي أُفَضِّلُ أَنْ أَكُونَ حَشَرَةً لَعِينَةً عَلَى أَنْ أَكُونَ بَشَرًا.”
بَدَأَتْ عَيْنَا الْفَتَاةِ الصَّغِيرَةِ تَنْغَلِقَانِ بِبُطْءٍ. الْبَرْدُ الَّذِي شَعَرَتْ بِهِ مِنْ قَبْلُ قَدِ اخْتَفَى تَمَامًا. لَمْ تَشْعُرْ بِشَيْءٍ. لَا، لَيْسَ أَنَّهَا لَمْ تَشْعُرْ بِشَيْءٍ. لَقَدْ شَعَرَتْ بِمَوْجَةٍ مِنَ السَّلَامِ تَسْرِي فِي جِسْمِهَا. كَانَتْ قَدْ عَرَفَتْ بِالْفِعْلِ مَا سَيَأْتِي، وَهَذَا أَعْطَاهَا سَلَامًا فِي مَعْرِفَةِ أَنَّهَا يُمْكِنُهَا أَخِيرًا أَنْ تُنْهِيَ صِرَاعَهَا. الصِّرَاعُ الَّذِي اضْطُرَّ الْعَدِيدُ مِنَ الْأَطْفَالِ إِلَى تَحَمُّلِهِ فِي عَالَمٍ فَاسِدٍ لِلْغَايَةِ بِحَيْثُ لَمْ يَتَمَكَّنْ حَتَّى فَتَاةٌ صَغِيرَةٌ مِثْلُهَا مِنْ إِيجَادِ أَدْنَى شُعَاعِ أَمَلٍ. فِي عُمُرِ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ، وَلَا تَبْدُو أَكْبَرَ مِنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. فَتَاةٌ صَغِيرَةٌ تُدْعَى كَانَا، يَتِيمَةٌ مُشَرَّدَةٌ مِثْلَ الْكَثِيرِينَ، تُوُفِّيَتْ تَحْتَ نَدَفَاتِ الثَّلْجِ الْمُتَرَفْرِفَةِ.
التعليقات علي "الفصل 1"
مناقشة الرواية
معلومات عن الموقع
معلومات عن موقعنا
معلومات عن الموقع