الفصل 1
أخبار المحطة هذا المساء: ذكرت الشرطة أنه تم العثور على شاب متوفى أمام جهاز الكمبيوتر في شقة مستأجرة بمدينة ما. وفقًا لمحتوى الكمبيوتر وشهادة زميله في السكن، كان الشاب كاتبًا متعاقدًا مع موقع أدبي شهير. يُعتقد أن سبب الوفاة يعود إلى حياة غير منتظمة والضغط الناتج عن الكتابة المكثفة. ونظرًا لعدم وجود أقارب له، تم تسليم الأمر إلى الجهات المعنية.
ندعو الجميع إلى الاعتناء بصحتهم وأخذ قسط من الراحة…
“إنه حقًا شخص مزعج، كيف لم يسقط إلى حتفه بعد؟ حتى لا يستمر في إزعاج الآخرين! دكتور شين، لا تعالجه، فعندما يتحسن سيعود لإزعاجك مجددًا!”
كان الصوت الأنثوي الغاضب يرن في أذنيه. فتح عينيه ببطء، ليجد سقفًا أبيض فوقه. أدار رأسه، فرأى معدات طبية متنوعة وزجاجات مُعلقة فوق سريره.
“أنا في المستشفى؟!”
حاول استيعاب ما حدث.
“انسى الأمر، هو الآن مريض، ولا يمكننا تجاهله. على الأقل، يجب أن نقوم بواجبنا كأطباء”.
سمع صوتًا أنثويًا آخر بنبرة واضحة. حاول رفع رأسه، لكن الألم الحاد في أضلاعه أوقفه. رأى أمامه طبيبتين وممرضتين يرتدين الزي الأبيض يتحدثن معًا. كانت إحداهن تنظر إليه بدهشة قبل أن ترفع يدها بسرعة لتغطي فمها.
قالت الطبيبة التي بجانبها، وهي تلاحظ استيقاظه: “لقد استيقظت”.
حاول أن يتحدث: “أنتم… يا رفاق؟” لكنه شعر بألم حاد عند محاولته النهوض.
“لا تتحرك! لقد تم ربط أضلاعك للتو!” هرعت الطبيبة نحوه لتثنيه عن النهوض، لكنها لم تقترب كثيرًا، وعكست عيناها لمحة من الحذر وحتى الاشمئزاز.
عندما بدأ الألم يهدأ، استنشق نفسًا قصيرًا وسأل: “أتذكر أنني فقدت الوعي أمام الكمبيوتر، فكيف كسرت أضلاعي؟”
بدت الطبيبة مذهولة وقالت: “يبدو أنك تتذكر الأمور بشكل خاطئ. قبل يومين، سقطت من درج المستشفى وتعرضت لإصابات خطيرة، حتى أن بعض الأضلاع المكسورة اخترقت الأعضاء الداخلية، مما أدى إلى نزيف خطير!”
شعر بارتباك شديد. آخر ما يتذكره أنه كان يعمل على الكمبيوتر، ثم شعر بألم مفاجئ في صدره قبل أن يفقد وعيه. كيف انتهى به الأمر بالسقوط على درج المستشفى؟
رأت الطبيبة علامات الحيرة على وجهه، فتمتمت: “هل يمكن أن يكون الارتجاج قد تسبب في فقدان الذاكرة المؤقت؟… هل تعرف أين أنت الآن؟”
نظر حوله، وأدرك أن الجناح الذي يوجد فيه فخم للغاية، وكأنه جناح رئاسي في فندق خمس نجوم.
عندما لاحظت الطبيبة تعبيره الحائر، التفتت إلى الممرضة وقالت: “شياو وانغ، استدعي طبيب جراحة المخ فورًا”.
بعد أن غادرت الممرضة، تابعت الطبيبة: “إذن، هل تعرف من أنت؟”
“بالطبع! اسمي هو…” توقف فجأة عندما نظر إلى شاشة LCD المقابلة التي كانت تعكس صورته. كان وجهه يبدو… غريبًا.
“هل هناك مرآة؟” سأل دون وعي.
رغم استغرابها، أخرجت الطبيبة مرآة صغيرة من درج الطاولة الجانبية وناولته إياها.
نظر إلى وجهه في المرآة، فتجمد في مكانه. كان الوجه غريبًا تمامًا!
“هل يمكن أنني… وُلدت من جديد؟”
كمؤلف روائي، كان قد كتب العديد من القصص عن الانتقال إلى عوالم أخرى، لكنه لم يتخيل أبدًا أن يحدث له ذلك بالفعل!
وللتأكد، حرك عضلات وجهه، قرص نفسه، لكن كل شيء كان حقيقيًا.
راقبت الطبيبة تصرفاته الغريبة قبل أن تضحك بسخرية: “سونغ شيتشنغ، توقف عن التمثيل”.
ارتجف جسده بعنف، والتفت إليها بفزع: “بماذا ناديتني؟ سونغ شيتشنغ؟”
هذا الاسم كان مألوفًا لديه بشكل غير عادي. لقد كان اسم الشخصية الشريرة في روايته!
في لحظة، أدرك الحقيقة المذهلة. لم يولد من جديد فحسب، بل ولد داخل عالم روايته الخاصة! والأسوأ من ذلك… أنه أصبح الشخصية الشريرة فيها!
تذكر آخر فقرة كتبها قبل أن يفقد وعيه، حيث كان بطل الرواية الطبيب الإلهي يُنفذ خطته للانتقام من سونغ شيتشنغ.
تذكر التفاصيل المرعبة…
“لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا، أليس كذلك؟”
التعليقات علي "الفصل 1"
مناقشة الرواية
معلومات عن الموقع
معلومات عن موقعنا
معلومات عن الموقع