الفصل 1

## الفصل الأول: هل تقبل أن تكون حبيبي؟

**ترجمة: فريق ترجمات هينيي، تدقيق: فريق ترجمات هينيي**

كثيراً ما يقال أن قلوب البشر لا يمكن التنبؤ بها. ولكن بالنسبة للو جيا إير، فإن قلوب الناس شفافة لأنها تستطيع سماع الصوت الداخلي لأي شخص.
…
في قاعة المحاضرات الكبيرة بجامعة “ب”، كانت دورة في علم النفس جارية حالياً.

“يمكن القول أيضاً أن علم النفس السلوكي هو نوع من قراءة الأفكار. يمكننا أن نتوقع بوضوح سلوكيات الأشخاص الواقفين أمامنا وأفكارهم الحقيقية من خلال الحركات والوضعيات والملابس والعيون…”

جاء الصوت من لو جيا إير، أستاذة شابة جميلة ورشيقة القوام.

“…الأفعال. لنأخذ مثال اللمسة الخفيفة للأنف. عندما يلمس الشخص أنفه بيده، فإن التردد المنخفض أو مجرد لمسة خفيفة أمر طبيعي، بينما يشير التردد العالي إلى أنه يكذب. ومن الحالات المعروفة حالة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. عندما استجوبه القضاء بشأن الفضيحة، لمس أنفه ما يقرب من 26 مرة، مما يعني أنه كان يحاول التستر على الحقائق بالأكاذيب بينما كان جسده يلمس أنفه بخفة بشكل اعتيادي. مثال آخر هو عندما يريد الشخص أن يكذب، ترمش عيناه لا إرادياً…”

في هذه اللحظة، رفع طالب يده، وأذنت له لو جيا إير. “تفضل.”

قال الطالب بنبرة جادة. “أستاذة لو، كنتِ تتحدثين للتو عن الأشخاص الذين يلمسون أنوفهم. ماذا لو كان هذا الشخص مصاباً بنزلة برد أو التهاب في الجيوب الأنفية؟”

تسببت ملاحظته في انفجار الطلاب بالضحك.

ألقت لو جيا إير نظرة خاطفة على الطالب. “حتى في حالة وجود عامل مسبب، لا يزال بإمكانك تفسير قلب الشخص من خلال تعبيراته وردود أفعاله.”

“أستاذة لو، هل يمكنكِ أن تخبريني بما أفكر فيه في هذه اللحظة بالضبط من خلال كلماتي وتعبيراتي؟” حدق الطالب في لو جيا إير وهو يطرح سؤالاً آخر باهتمام كبير.

لطالما رحبت لو جيا إير بالفضول لدى الطلاب. بنظرة سريعة على الطالب، لاحظت شاباً طويل القامة وسيماً يحافظ على التواصل البصري معها.

أبقت لو جيا إير نظرتها على وجهه لبضع ثوان ثم قالت: “الفكرة الحقيقية في قلبك في هذه اللحظة هي أن الأستاذة لو الموجودة على المنصة ليست جميلة فحسب، بل هي أيضاً واسعة المعرفة. يجب أن تكون حبيبتي التي سأسعى إليها في المستقبل مثلها!”

بمجرد أن قيلت الكلمات، انفجرت قاعة المحاضرات بالضحك. كان هذا نموذجياً للأستاذة لو جيا إير التي لا يتبع أسلوب تدريسها أي شكل محدد.

تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com
“مجرد مزحة بسيطة! لكن رد الفعل الذي أظهرته بعد سماع ما قلته – حاجبان مرفوعان قليلاً، وعينان واسعتان، وفم مفتوح قليلاً، واحمرار غطى وجهك بالكامل. كل ذلك أظهر أنك متفاجئ وخجل، مما يثبت أن كلماتي صحيحة!” تابعت لو جيا إير.

عض الطالب شفته السفلى بحنجرة نابضة وقوى نفسه قبل أن يصرخ في لو جيا إير على المنصة. “أستاذة لو، أنا معجب بكِ جداً!”

في مواجهة الطالب الذي أظهر لها الحب في الفصل الدراسي، حافظت لو جيا إير على هدوئها وسلامها وهي تقف على المنصة. مع ارتفاع زوايا فمها قليلاً، ألقت بصوتها الناعم المميز عبر الميكروفون إلى كل ركن من أركان الفصل الدراسي. “شكراً لك على إعجابك بدورتي!”

صحح الطالب: “أنا لا أحب دورتكِ فحسب، بل أحبكِ أيضاً!”

ردت لو جيا إير برباطة جأش ورشاقة: “تحبني؟” “هذا يدل على أن لديك ذوقاً جيداً. في الواقع، لأكون صريحة، أنا أيضاً معجبة بك جداً!”

استمتع الجميع بروح الدعابة لدى لو جيا إير وامتلأ الفصل الدراسي بالضحك مرة أخرى.

ابتسمت لو جيا إير بخفة: “شكراً لك على جعل فصلنا مفعماً بالحيوية. “الجميع، يرجى شكره بالتصفيق! وأنت، يرجى الجلوس!”

كانت خيبة الأمل بادية على وجه الصبي وهو يجلس مكتئباً. كانت لو جيا إير قد لاحظت كل هذا. في الواقع، قيل لها بشكل لطيف عن مشاعره الحقيقية.

مع استمرار الدورة، طار الوقت وقبل فترة طويلة انتهى الفصل. أغلقت لو جيا إير النشرة وقالت: “انتهى الفصل الآن. أراكم الأسبوع المقبل!”

قال الطلاب في انسجام: “أستاذة لو، نراكم الأسبوع المقبل!”

كانت لو جيا إير تغادر قاعة المحاضرات وهي تحمل خطة التدريس في يدها عندما تبعها عدة طلاب لطرح الأسئلة.

بعد ثلاثين دقيقة، ومع حقيبة في يد وخطة التدريس في اليد الأخرى، كانت لو جيا إير أخيراً في موقف السيارات تقترب من سيارتها كايين البيضاء، عندما رأت رجلاً يخرج من سيارة مايباخ فاخرة وأنيقة.

كان طويل القامة وسيماً ويرتدي قميصاً أسود وبنطال جينز أزرق فاتح مطوي. مظهر غير رسمي ولكنه أنيق. انحدرت أشعة الشمس لتخلق توهجاً جميلاً على شكله.

رمشت لو جيا إير ونظرت في عينيه بينما تحول التعبير على وجهها إلى دهشة.

“مرحباً.” اقترب منها الرجل ومد يده إليها طواعية. “أنا جين شيانغ دونغ من جامعة “ب”! سمعت أن الأستاذة لو أرادت رؤيتي؟”

جين شيانغ دونغ! استخدمت لو جيا إير دماغها على الفور للبحث عن الاسم وحصلت بسرعة على ذكريات ذات صلة.

جين شيانغ دونغ، عبقري مشهور في عالم تكنولوجيا المعلومات ورجل قبيح أسطوري! مؤسس شركة “ب يو إيه” للتكنولوجيا وكبير المهندسين في المشروع الرئيسي للشركة (الذكاء الاصطناعي). كانت هناك معلومات قليلة جداً عنه على الإنترنت ولكن كانت هناك العديد من الشائعات المتداولة حوله.

قامت لو جيا إير بتقييمه مرة أخرى واكتشفت أن الشائعات غير موثوقة. يقال أن الله عادل. إذا مُنحت مظهراً جيداً، فلن يكون لديك معدل ذكاء مرتفع جداً. والعكس صحيح. مما لا شك فيه أن الله قد فضل هذا الرجل الذي أمامها أكثر قليلاً من الآخرين.

شخص متواضع مثله ظهر أمامها. يجب أن يكون الأمر متعلقاً برفضها أن تكون مهندسة علم نفس لمشروع الذكاء الاصطناعي في شركة “ب يو إيه” للتكنولوجيا، وهو ما لا يهم كثيراً في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإن ما يهم هو الكلمات التي تتردد في ذهنها: إذا كان الحب من النظرة الأولى ضرباً من الخيال، ففي هذه اللحظة بالذات، أصبح الخيال حقيقة. “السيد جين.” مدت لو جيا إير يدها ببطء وصافحته وتفوّهت قائلة: “هل تقبل أن تكون حبيبي؟”